* شاعر شــاب من أصدقـاء الشاعـر والبـاحث أشـرف البــولاقى، توجـه إليــه فى مقر عمله بالثقافة بقنا، ليطلب منه نسخة من كتابه " العلمانية وهموم المجتمع المدني"، قبــل أن يتوجــه الشاب إلى مقر عمله، حيث يعمل فى إحدى الشركات بمدينـة رأس غـارب بالبحــر الأحمــر، وبعد أن حصــل الشــاب على الكتــاب ممهـورا بتوقيـع البــولاقى، استقل السيارة المتجهة إلى المدينة، وسافر بصحبة الكتاب!!
* وبمــا أن الشاعر الشــاب ليس كباقى الشبــاب الذى يضيّع وقتـه أثنــاء السفر، بتصفح مواقع التواصـل الإجتماعى ( فيس بوك ) على المـوبـايل فتح الكتـاب وراح يقـرأ فيــه!
* وعند أحــد الكمائن إستوقف أمين شرطـة السيـارة للتفتيش، وعندمـــا لمح الكتــاب فى يــد الشاعر الشـاب، جرى يبلغ الضابط، وكأنـه اكتشف أحدا من يقومـون بتفجير الكمائن!
* تم إنزال الشـاب من بين الركاب، وصرف السيـارة بركابها، بعد أن جعلوا الشاب يدفع الأجرة للسائق، وإكتفوا بهذا الصيد الثمين!!
* وبعد تفتيش الشــاب والكشف عليـه من خـلال أجهـزة الكمبيوتر التابعة للأمن، وعدم ثبــوت مايـدين الشــاب ، تـم صرفــه بعد أن غــادرت السيارة الكمين، وأصبح على الشاب أن يبحث له عن سيارة يستقلها إلى مدينة رأس غارب!!
* هذه الحكايـة التى حكاها الشاعر والباحث أشرف البولاقى على صفحته بالفيس بوك، جعلتنى أستـدعى قصــة الطالب الذى تم القبض عليه داخل الحرم الجامعى منذ سنوات، لأنه كان يحمل فى يده رواية 1984 لجورج أورويل!!
* فـإذا كانت روايــــة جـورج أورويل تتعرض إلى الأنظمــة الإستبـداديــة والديكتاتوريــة، مما يستـدعى قلق الأمـن، فما الذى إستدعى قلق الأمن من كتـاب عن العلمانيـة، هل أصبح الفكر يهدد الأمن القومى للبلاد، إلى الدرجة التى يتعامل فيها حامل كتاب كحامل قنبلة؟
* فهـل نما إلى علـم الأمن أن داعش إستطاعت تجنيد الشـاعر والبــاحث الجنـوبي أشرف البولاقى، وأعطتـه سر صناعـة قنبلــة على هيئــة كتاب ليعطيها بـدوره إلى شاعر شــاب، كى يحملها معـة ويفجــر بها أحد آبـار البترول فى غارب؟
* الثقافــة نعمـة تعـم على البــلاد بالعقول المتفتحة الواعية، ويجب على رجــال الأمن الذين خــرج من بينهـم الـــروائى يوسف السبــاعى والكاتب الإذاعي بهاء الدين إبراهيم، والبــاحث عمـرو بركات والشـاعر الغنــائى صلاح فايز وغيرهم وغيرهم، أن يعـوا ذلك، قبل أن تتحول الثقافة على أيديهم إلى نقمة!!
------------------------------
بقلم: بهاء الدين حسن
محطــــات| قنبلة البـولاقى
